قصة الرجل الثري وعائلته قصة مؤثرة جدا

*قصة راااائعة من أجمل ما سوف تقرأ أو تقرئين *
🦋🦋🦋🦋🦋🦋🦋
قصة مؤثــّرة ومعبـّرة
يــُروى أنه كان هناك رجل ثري يعيش في نعمة وكان أغنى أهل قريته
وكانت عائلته مكونة من أم عجوز طريحة الفراش تكاد تكون منسيّة تماما
وإخوة وأبناء وزوجة ..
وكان أبوه قد انتقل إلى رحمة ربّه منذ فترة ... فكان هذا الرجل الثري بالنسبة لهم السيّد المتفضل والمنعم الذي لا يخالفون له أمر ولا يردّون له طلب ....
ولكن هذا الرجل لايصلي ولا يذكر ربّه ولايهتم لأمر الآخرة...
وذات يوم بينما كان يجلس على الشاطئ على كرسي عرشه يرقب سفنه وتجارته وعمّاله جاء إليه رجل من أهل الصلاح فسلم عليه وجلس يحاوره في أمر الصلاة والرجوع إلى ربّه..
فأجابه بأنه ليس بحاجة إلى الصلاة .. لأنه يمتلك كل شيء .. المال والجاه والعائلة المحبّة .. ولاينقصه شيء أبدا حتى يفكّر في الصلاة وأعمال الدين ...

فقال له إن عبادة الله ليست من أجل الدنيا فقط .. وإنما يجب أن يفكر في آخرته أيضا و إن كل هؤلاء الناس لن ينفعه تقديرهم له و أهله لا يحبّونه .. بل يتمتعون بماله فقط .. ولكن بعد موته لن ينفعوه بشي أبدا ولن يفكروا في تخفيف الأذى عنه حتى و لو قليل و أنه بعد موته سوف يجد نفسه وحيدا ولن يبقى معه إلا عبادته لربّه ...
فلم يصدق الرجل الغني كلام الناصح ..
فقال الناصح هل تريد أن ترى صدق كلامي لك؟
قال الثري نعم
فجاء الرجل بتابوت ومعه حمّالين ليحملوه إلى أهله ويخبرهم أنه مات ... ويرى ماذا يصنعون
فوافق الثري ونام في التابوت وحمل إلى أهله .. والرجل الناصح يرافقه ..
حتى وصلو إلى قصره و أدخلوه على إخوته وكانو جالسين في ساحة القصر و وضع التابوت .. و أخبروهم أن أخوهم و وليّ نعمتهم قد مات ...
فتصايحوا وبكوا بشدة
ولما أرادوا أن يفتحوا التابوت ليروه النظرة الأخيرة ..
قال لهم الرجل الصالح: لا تفتحوه .. ومنعهم..
قالوا لماذا ؟ قال لهم: إنكم كما تعلمون أن أخاكم لم يكن يصلي ولمّا مات جاء ثعبان كبير وجلس معه في التابوت ليعذبه حين يدخلوه في القبر ..
ولكن هناك أمل في إنقاذه .. وهو أن ياتي أحد من أهله ويلمس أقدام الميّت حتى يعطيه من عمره و حياته المتبقية فيعود هو للحياة من جديد .. و يتوب ويصلي .. فيرضى الله عنه .. وذكــّرهم بفضله عليهم حين كان حيّا ....

فرفض الإخوة .. و قالوا : لقد ضيّع فرصته بنفسه كانت له حياة طويلة و رفض أن يصلــّي فيها .. فلماذا نعطيه نحن الآن من حياتنا .. ذنبه على جنبه .. لنذهب به إلى القبر ....

والرجل الثري يستمع بصمت ويتألم مما يسمع من نكران الجميل و المعروف ...

فقال الرجل نادوا أبناءه فلعلهم ينقذون أباهم ..
فقال الثري في نفسه: نعم إنهم أبنائي وكم بذلت لهم العطايا وكم أغرقتهم في الحب وصنعت المستحيل من أجلهم .. فهم أكيد سينقذونني ...
ولكن الأبناء كانو مثل أعمامهم .. رفضوا إنقاذ أبيهم.. وقالوا:  إننا مازلنا صغارا في مقتبل العمر ونريد أن نتمتع بالحياة و بالمال الذي تركه أبونا لنا ... فلنذهب به إلى القبر ..

فقال الرجل : نادوا  زوجته فلعل في قلبها حبّا يستطيع إنقاذ زوجها من الهلاك ..
ولكن الزوجة كان جوابها مثل جواب البقية : إذهبوا به إلى القبر ...
فقال الرجل:  مسكين هذا الرجل عاش طول حياته يسعى من أجل عائلته ولكن لم ينفعه كل ما صنع من أجلهم وحبّهم له لم يستطع إنقاذه من النار ... هيّا نذهب به إلى القبر فلم يبقى من عائلته أحد ينقذه ..

كل هذا والرجل الثري يسمع ويبكي بحرقة
فقال أصغر إخوته : بقيت أمـّه !!
قال الرجل الناصح إذهبوا ونادوا أمـّـكم لتأتي ...
فقالوا : إنها كبيرة وطريحة الفراش ..
قال الرجل : إحملوها لعلـّها تنقذه ...
والرجل الثري يسمع ويبكي ويقول في نفسه : إذا لم ينقذني كل هؤلاء فهل ستنقذني أمـّي التي أهملتها وتركتها ولم أحسن إليها كل هذا الوقت منذ أن رقدت في فراشها و أنا نسيت أن لي أم ؟!!!
فأتوا بأمـّه و أخبروها بأن إبنها مات ...
فبكت بشدّة و انتحبت وطلبت أن تراه ..
فمنعها الرجل الناصح و أخبرها بما أخبرهم به وطلب منها إنقاذه .. فوافقت ...
فتعجّبوا منها وقالوا لها: توافقين على إعطاءه ماتبقى من حياتك؟  قالت : نعم !!
قالوا : ولكن ما نالك من ماله شيئا ولا من إحسانه شيئا.. فلماذا تنقذينه؟
قالت : إنه إبني و أنا التي حملته في بطني وتغذى من دمي ..
منعني من النوم... و الأكل والشرب براحة ..
أخرجته بشق نفسي و ربـّيته بثمن راحتي .. فلن أتركه لنار جهنم و عذاب الآخرة ..

فبكى الرجل الثري .. و خرج من التابوت ..و قام إلى قدمي أمــّه يمسحها ويقبـّلها ويعتذر لها ويطلب الصفح .. وقال : أمّي انتِ جنّة الدنيا
وصلاتي مفتاح جنة الآخرة .. فكيف كنت أضيـّعهما ....

قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
(الدال على الخير كفاعله) ..
لمزيد من القصص ضع تعليق لنعرف